الدكتور على محمد الأزهرى يكتب: ديننا دين السلام ديننا دين الرحمة
متابعة محمد الزهيرى
كان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقف على رأس السرية أو الجيش، وينادي في الصحابة بوصيته الخالدة قائلًا: “اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُـمَثِّلوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا، أَوِ امْرَأَةً، وَلا كَبِيرًا فَانِيًا، وَلا مُنْعَزِلًا بِصَوْمَعَةٍ” فكل من أفسد في الأرض أو روع آمنًا فقد آذى الله ورسوله والناس جميعًا، وحسبه جهنم ولبئس المصير، ولو كان من أعلم أهل الأرض، ويجب أن يُطبقَ عليه حد الحرابة، قال تعالى في سورة البقرة :{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)} وقتل النفس المعصومة كقتل البشر جميعًا، وجاء القرآن يحذر من هذا، فمن قتل نفسًا ولو كان المقتول ليس من المسلمين فقد اقترف ذنبًا عظيمًا، ويجب أن يُطبقَ على المفسد حد الحرابة، قال تعالى في سورة المائدة : {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)} وتحريم استهداف الآمنيين والمعاهدين ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» وفي السنن الكبرى للنسائي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ قَتَلَ قَتِيلا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا” .
هــذا هو الإسلام، لما دخل سيدنا عمرو بن العاص لمصر فاتحًا إياها وجد أن حربًا ضروسًا بين النصارى فيما بينهم، وقد فر البطريرك بنيامين، وعاش في كهف من كهوف العريش وقيل في صعيد مصر، خائفًا يترقب من ظلم الوثنيين، فكتب له سيدنا عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، رسالة أمن وأمان ” أينما كان البطريرك بنيامين نعده الحماية والأمان وعهد الله، فليأت البطريرك الى هاهنا في أمان واطمئنان ليلي أمر ديانته ويرعى أهل ملته” وأمنه ورد عليه الكنائس، هذا هو الإسلام، إن ما حدث من تفجير وقتل للأبرياء ديننا منه براء. وهذه هي الرسالة سيدنا عمرو بن العاص إلى البطريرك بنيامين.